الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

هل ضمة القبر تقع على كل مسلم؟

الجواب
هذا الصحابي هو سعد بن معاذ - رضي الله عنه- وهو سيد الأوس ومعروفة قصته مع بني قريظة الذين كانوا حلفاءه حين غدروا بالنبي- صلى الله عليه وسلم- فغزاهم وحاصرهم أكثر من عشرين ليلة، فلما تعبوا من الحصار سألوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأعطاهم النبي- صلى الله عليه وسلم- ذلك، وكان سعد - رضي الله عنه- في خيمة له في المسجد؛ لأنه أصيبت أكحله في يوم الأحزاب فبنى عليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- قبة يعني خيمة في المسجد ليزوره عن قُرب.
وكان - رضي الله عنه- لما سمع أن بني قريظة وهم حلفاؤه قد نقضوا العهد قال: اللهم لا تمتني حتى تُقر عيني بهم، يعني بأن يؤخذوا بما نقضوا العهد.
بعد ذلك أرسل إليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وقال له: إن حلفاءك أرادوا أن ينزلوا على حكمك، فجاء - رضي الله عنه- من مسجد النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى مكان بني قريظة راكباً على حمار، فلما أقبل قال: «قوموا إلى سيدكم»، فقاموا إليه، ونزل ثم اجتمع رؤساء اليهود بالنبي- صلى الله عليه وسلم- من أجل أن يحكم فيهم سعد بن معاذ، وكان اليهود ينتظرون أن يحكم سعد فيهم بما حكم به عبد الله بن أبي في بني النضير، لكن فرق بين عبد الله بن أُبي رأس المنافقين وبين سعد بن معاذ - رضي الله عنه-.
لما حضروا قال: حكمي نافذ عليكم؟ قالوا: نعم. قال: وعلى مَن هنا؟ ولم يقل على النبي- صلى الله عليه وسلم- وهذا من أدبه ما قال: حكمي نافذ على الرسول قال: وعلى من هنا، قال: أحكم فيهم أن تُقتل مقاتلتهم، وتُسبى نساؤهم وذريتهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات»، ثم نفذ حكمه فقتل المقاتلة وسبى النساء والذرية.
وبعد ذلك انبعث الدم من جرح سعد بن معاذ ومات - رضي الله عنه- يعني بقي حتى استجاب الله دعوته؛ أقر الله عينه ببني قريظة حتى صار حكمهم بيده، ولا ما حكم وانتهت قضيتهم انبعث الدم فمات - رضي الله عنه- وورد في الصحيح أن عرش الرب جل وعلا اهتز لموته. الله أكبر! وفي ذلك يقول حسان بن ثابت - رضي الله عنه-:
وما اهتز عرش الله من أجل هالك سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو أما الضمة فقد ورد أن القبر ضمه - رضي الله عنه- ولكن فيما أظن أن هذا الحديث فيه ضعف؛ لأن الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرجل إذا سأله الملكان وأجاب بالصواب فسح له في قبره، فإن صح الحديث فالمعنى أنه أول ما دخل ضمه القبر ثم يفسح له، وقد ذكر أن ضمة القبر للمؤمن كضمة الأم الرحيمة لولدها، يعني ليس هو ضمٌّ يُؤلم أو يُؤذي، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (17/468- 470)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟