الجواب
الاستثناء بالمشيئة في هذه الآيات لا يعني أن المؤمنين لا يخلدون في الجنة، أو أن الكفار لا يخلدون في النار، لكن الاستثناء فيها جاء لإثبات مشيئة الله تعالى، وأن ثبوتها في كل حال، فلا تتخلف في حال من حال، ولذا عقب الله تعالى في حال الذين شقوا بقوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾[هود: 107]، ومن فعله تعالى لما يريد أن يخلد الكفار في النار، ويخلد المؤمنين في الجنة؛ ولذا جاء في حالهم بعد ذكر المشيئة قوله تعالى: ﴿عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾[هود: 108] الدائم المستمر الذي لا ينقطع.
وقيل: إن الاستثناء في حال الذين شقوا، لإخراج عصاة المؤمنين الموحدين، فإنهم لم يدخلوها إلا لشقائهم، لكنه دون شقاء الكفار، فجاءت المشيئة لإخراجهم، أما آية الذين سعدوا فالنص بعدها قاطع في أن نعيمهم دائم لا ينقطع، وهذا معنى الخلود.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.