الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل الدعاء ينافي التوكل؟ وما صحة حديث: (من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)؟

الجواب
أولاً: هذا الحديث خرجه الترمذي في (جامعه)، من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الرب تبارك وتعالى: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» وهذا الحديث ضعيف، ففي سنده عطية العوفي، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد، وهما ضعيفان.
قال الإمام أبو حاتم الرازي: (هذا حديث منكر) وقال الحافظ الذهبي: (حسنه الترمذي فلم يحسن)، والحديث رواه أيضا الدارمي في (سننه)، والطبراني في كتاب (الدعاء) والبيهقي في (الأسماء والصفات)، وذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) والله أعلم.
ثانياً: جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، ترغب في الدعاء وتحث عليه، بل تجعله هو العبادة، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[البقرة: 186] وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر: 60] وغيرها من الآيات كثير، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء هو العبادة» رواه أصحاب السنن بسند صحيح، والدعاء لا ينافي التوكل، بل هو أخذ بالأسباب المشروعة، ومن ظن أن من التوكل ترك الدعاء فقد غلط على الشريعة، وهكذا من ظن أن التوكل على الله يغني عن فعل الأسباب من البيع والشراء والزراعة ونحو ذلك، فقد غلط، وإنما المشروع لكل مسلم ومسلمة الجمع بين التوكل وبين فعل الأسباب المشروعة والمباحة. والله المستعان.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/190- 192)
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟