الجواب
أبو طالب هو أخف أهل النار عذابا يوم القيامة، بسبب شفاعة النبي- صلى الله عليه وسلم- له في ذلك، وإنما يخفف الله عنه ما هو فيه من العذاب بشفاعة النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ لما رواه مسلم في ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو ينتعل بنعلين يغلي منهما دماغه». ولما رواه مسلم وغيره عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: «يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: نعم، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، وفي رواية عن العباس: «قلت: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح»، وروى مسلم أيضًا، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه».
وكل من مات كافرًا فهو مخلد في النار، سواء كان من أقارب النبي- صلى الله عليه وسلم- أم من غيرهم؛ لعموم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾[التغابن: 10] وما جاء في معناها من الآيات.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.