الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 3 أيام
0
المشاهدات 2080
الخط

معنى حديث: (ألا إن الفتنة ها هنا)

السؤال:

السؤال الثاني من الفتوى رقم(6667) ما هي الفتنة التي يقولها عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو مستقبل المشرق- يقول: «ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان»؟

الجواب:

المراد بالفتنة هنا: الكفر، وجاء في رواية مسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «رأس الكفر نحو المشرق» قال: ألايجي قوله: «رأس الكفر» أي: معظمه في المشرق. انتهى. ونقل عن القاضي عياض ما نصه: قيل: يعني بالمشرق فارس؛ لأنها حينئذ دار معظمه، ورد بقوله في بقية الحديث (أهل الوبر)، وفارس ليسوا بأهل الوبر، وقيل: يعني نجد مسكن ربيعة ومضر، وهي مشرق؛ لقوله في حديث ابن عمر حين قال- صلى الله عليه وسلم-: «اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا، قالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال: هنالك الزلازل والطاعون، وبها يطلع قرن الشيطان»، وفي الآخر حين قال: «اللهم أشدد وطأتك على مضر وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له، ولدعائه على مضر في غير موطن، ويقول حذيفة: لا تدع مضر عبدا لله إلا فتنوه وقتلوه، وكذا قال لهم حذيفة حين دخلوا على عثمان وملئوا الحجرة والبيت: لا تبرح ظلمة مضر لكل عبد لله مؤمن فتفتنه فتقتله، وقيل: يعني: ما وقع بالعراق في الصدر الأول من الفتنة الشديدة؛ كيوم الجمل، وصفين، وحروراء، وفتن بني أمية، وخروج دعاة بني العباس، وارتجاج الأرض فتنة، وكل ذلك كان بشرق نجد والعراق، وجاء في حديث الخوار «يخرج قوم من المشرق» والكفر على هذا كفر نعمة، وقيل: يعني: الكفر حقيقة ورأسه الدجال؛ لأنه يخرج من المشرق. انتهى. وقال النووي في شرح مسلم على قوله- صلى الله عليه وسلم-: «حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر»: وأما قرنا الشيطان: فجانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس، وقيل: شيعتاه من الكفار، والمراد بذلك: اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر، كما قال في الحديث الآخر: «رأس الكفر نحو المشرق» وكان ذلك في عهده- صلى الله عليه وسلم- حين قال ذلك، ويكون حين يخرج الدجال من المشرق، وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس. انتهى. والظاهر أن الحديث يعم جميع المشرق الأدنى والأقصى والأوسط، ومن ذلك فتنة مسيلمة وفتنة المرتدين من ربيعة ومضر وغيرهما في الجزيرة العربية. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/132-134) عبد الله بن قعود ... عضو عبد الله بن غديان ... عضو عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز. ... الرئيس

أضف تعليقاً