الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

متى يكون الدعاء بلفظ الإفراد ومتى يكون بلفظ الجمع؟

الجواب
اللهم اهدني فيمن هديت، للإفراد، لكن إذا كان إماماً فهو يدعو لنفسه ولغيره، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا دعا الإمام بدعاء عام يؤمن عليه المأموم وخص نفسه به فهو خائن.
خائن للذين وراءه، مثلاً: افرض أنك إمام تقول: اللهم اهدني فيمن هديت، وهم يقولون: آمين، هل دعوا لأنفسهم؟
السائل: لا.
الشيخ: صار يدعي لنفسه وهذه فيها خيانة، قل: (اللهم اهدنا فيمن هديت)، وتنوي أنه لك ولمن وراءك، لكن إذا كنت وحدك فقل: (اللهم اهدني فيمن هديت، كما تقول بين السجدتين: رب اغفر لي وارحمني).
وقد تورد عليَّ أن الله تعالى قال في القرآن في الفاتحة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾[الفاتحة: 6] وهذا يقوله المنفرد والإمام والمأموم، أليس كذلك؟ فيقال: القرآن الكريم نزل للجميع، والله -عزّ وجلّ- علم أنه سيكون من هذه الأمة من يكون إماماً للناس بهذه السورة، لو نزلت في السورة اهدني الصراط المستقيم والناس سيصلون جماعة كيف يقول الإمام؟ إما أن يدعو لنفسه خاصة، وإمام أن يحرف القرآن ويقول: اهدنا الصراط المستقيم.
فالفاتحة بصيغة الجمع؛ لأن الله علم بأنه سيقوم بهذه السورة من يكون إماماً ووراءه جماعة فلهذا نزلت بهذا اللفظ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾[الفاتحة: 5-6].
وإذا كان منفرداً فيمكن الإنسان أن ينوي في نفسه اهدنا معشر الأمة الإسلامية الصراط المستقيم.
ولا مانع إذا دعوت بالقنوت وأنت وحدك فتقول: اللهم اهدني فيمن هديت.
السائل: إذا مرت عليّ آية من الآيات كيف أحولها؟ الشيخ: لا تحولها بل تقرأها كما نزلت.
السائل: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾[البقرة:201] الشيخ: تقول: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾[البقرة:201] لا تغير القرآن، فالقرآن لا يغير.
كذلك أيضاً في حديث عبد الله بن مسعود دعاء الغم والكرب: «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك» المرأة لا تقول: عبدك، تقول: اللهم إني أمتك بنت عبدك.
لأنها امرأة، فتقول: اللهم إني أمتك. هذا ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله. وقال غيره: تقول المرأة: اللهم إني عبدك؛ لأنها شخص، فتصف نفسها أنها عبد باعتبار أنها شخص.
وبمناسبة دعاء القنوت: في هذه الأيام يقنت المسلمون لإخوانهم في الشيشان والبوسنة والهرسك، وقد بلغني أن بعض الأئمة يقنت بقنوت الوتر «اللهم اهدنا فيمن هديت» وهذا غير صحيح وهو جهل؛ لأن قنوت النوازل خاص بالنوازل، وعلى هذا فتدعو لله -عزّ وجلّ- بالنصر للشيشان والبوسنة والهرسك وبهزيمة أعدائهم الذين اعتدوا عليهم ولا تدعو بقنوت الوتر.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(84)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟