الثلاثاء 07 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 7 ساعات
0
المشاهدات 776
الخط

متى يخرج وقت صلاة الوتر؟

السؤال:

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم م. ع. -حفظه الله- من كل سوء، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 16\2\1409 ه-، وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وما تضمنه من الأسئلة كان معلوما، وهذا نصها وجوابها: صلاة الوتر نهايتها هل هي عند ابتداء الأذان، أذان الفجر أم نهاية الأذان، وإذا نام عنها هل تقضى وكيف؟

الجواب:

المشروع لكل مؤمن ومؤمنة الإيتار في كل ليلة، ووقته ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر؛ لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى» وروى مسلم في "صحيحه" عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي أنه قال: «أوتروا قبل أن تصبحوا» وخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الحاكم عن خارجة بن حذافة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، قلنا: يا رسول الله، ما هي؟ قال: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر». والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وهي دالة على أن الوتر ينتهي بطلوع الفجر وإذا لم يعلم المصلي طلوع الفجر اعتمد على المؤذن المعروف بتحري الوقت، فإذا أذن المؤذن الذي يتحرى وقت الفجر فاته الوتر، أما من أذن قبل الفجر فإنه لا يفوت بأذانه الوتر، ولا يحرم به على الصائم الأكل والشرب، ولا يدخل به وقت صلاة الفجر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» متفق على صحته. وكان ابن أم مكتوم رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. وبما ذكرنا يتضح لكم أن وقت الوتر ينتهي بأول الأذان إذا كان المؤذن يتحرى الصبح في أذانه، لكن إذا أذن المؤذن والمسلم في الركعة الأخيرة أكملها لعدم اليقين بطلوع الفجر بمجرد الأذان، ولا حرج في ذلك إن شاء الله، ومن فاته الوتر شرع له أن يصلي عادته من النهار لكن يشفعها بركعة، فإذا كانت عادته ثلاثا صلى أربعا، وإذا كانت عادته خمسا صلى ستا، وهكذا يسلم من كل اثنتين لما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فاته وتره من الليل لمرض أو نوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة» وكانت عادته -صلى الله عليه وسلم- الغالبة الإيتار بإحدى عشرة ركعة، فإذا شغل عنها بمرض أو نوم صلى ثنتي عشرة ركعة كما قالت عائشة - رضي الله عنها -، «يسلم من كل اثنتين»؛ لما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل عشر ركعات، يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة» متفق على صحته ; ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، وأصله في الصحيحين بلفظ «صلاة الليل مثنى مثنى» كما تقدم في أول هذا الجواب، والله ولي التوفيق.

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(11/305- 308)

أضف تعليقاً