السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ما هو الذكر المشروع بعد الجشاء؟ وحكم الاستعاذة عند التثاؤب

الجواب
لا. إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب فليس له ذكر، خلافاً للعامة، فالعامة إذا تجشئوا يقولون: الحمد لله! والحمد لله على كل حال؛ لكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد، كذلك إذا تثاءبوا قالوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا لا أصل له، ولم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يفعل ذلك.
لكن قد يقول قائل: أليس التجشؤ نعمة، والنعمة يستحق الله -عزّ وجلّ- عليها الحمد؟ قلنا: بلى.
هو نعمة؛ لكن لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يحمد الله إذا تجشأ، وإذا لم يرد فإنه ليس مشروعاً بناء على قاعدة معروفة عند العلماء، وهي: أن كلَّ شيء وُجِد سببه في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- فلم يفعله ففعلُه ليس بسنة؛ لأن فعل الرسول سنة وتركه سنة، فالتجشؤ موجود، ولم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحمد الله عليه، إذاً: ترك الحمد هو السنة.
كذلك الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند التثاؤب قد يقول قائل: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «التثاؤب من الشيطان»، وقد قال الله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ [الأعراف: 200]!
قلنا: إن المراد بقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ﴾ أنك إذا هممتَ بمعصية أو بترك واجب فاستعذ بالله؛ لأن الأمر بالفحشاء من الشيطان ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾[البقرة: 268] فإذا حصل هذا النزغ فاستعذ بالله.
أما التثاؤب فإن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدُكم فليَكْظِم ما استطاع، فإن عجز فليضع يده على فيه». ولم يقل: (إذا تثاءب أحدكم فليستعذ بالله)، مع أنه قال: «التثاؤب من الشيطان»، فدل هذا على أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب ليست بسُنَّة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(22)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟