الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ما الحكمة من عدم استجابة الدعاء؟

الجواب
الله سبحانه أمر بالدعاء وحض عليه، ووعد بالإجابة، فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر: 60] وقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾[الأعراف: 55] وقال تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ﴾[الفرقان: 77] ولكن قد يؤخر الله الإجابة لحكمة يريدها الله، ومصلحة لعبده، وقد يعطيه الله خيرا مما طلب لما ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تؤجل له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: يا رسول الله: إذا نكثر، قال: "الله أكثر» وقد يكون المانع من الإجابة من ذات الداعي نفسه من كونه أتى في دعائه بإثم أو قطيعة رحم أو اعتداء في السؤال أو أكل حرام ونحو ذلك، فينبغي للداعي أن يخلص لله في دعائه ويبتعد عن الأسباب التي تحول بينه وبين الإجابة، وأن يتحرى أوقات الإجابة، كثلث الليل الأخير، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة، فقد ورد أن فيها ساعة لا يوافقها عبد يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه، وفي حالة السجود في الصلاة؟ لحديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة الصائم والمسافر والوالد على ولده ونحو ذلك، وينبغي أن يلح العبد على ربه في مسألته، ويكثر الدعاء لعل الله أن يستجيب لدعائه، فالدعاء له فضل كبير، ولو لم يكن فيه إلا الخضوع والذل لله تعالى، وإظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة، والثناء على الله، وإضافة الجود والكرم إليه، لكان في ذلك خير مما طلب، ولذلك قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء هو العبادة» أخرجه الإمام الترمذي، وقال: حسن صحيح، وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه في (سننهم).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/195- 197)
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟