الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

لماذا سيمت سورة: ( قل هو الله أحد ) بالإخلاص؟ وما وجه دلالتها على أنواع التوحيد؟

الجواب
سورة الإخلاص هي قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾[الإخلاص: 1-4] وسميت سورة الإخلاص لأمرين:
الأمر الأول: أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته.
والثاني: أنها تخلص قائلها من الشرك إذا قرأها معتقدا ما دلت عليه .
ووجه كونها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، أما توحيد الألوهية ففي قوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (فهو الله) يعني هو الإله المعبود حقاً الذي لا يستحق أن يعبد أحد سواه فهذا هو توحيد الألوهية، وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات ففي قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ فإن قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، معناه: الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته فكماله في الصفات هو ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات وافتقار مخلوقاته كلها إليه وصمودها إليه يدل على أنه هو الرَّب الذي يقصد لدفع الشدائد والمكروهات وحصول المطالب والحاجات.
وفي قوله: ﴿أَحَدٌ﴾ توحيد في الأمور الثلاثة؛ لأنه وحده سبحانه وتعالى هو المتصف بذلك الألوهية وبالصمدية سبحانه وتعالى.
وفي قوله: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ رد على النصارى الذين قالوا: إن المسيح ابن الله وعلى اليهود الذين قالوا: إن عزير ابن الله وعلى المشركين الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله وهو سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد وإنما قال: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ لكمال صفاته لا أحد يكافئه أو يماثله أو يساويه.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟