السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 2 ساعات
0
المشاهدات 1336
الخط

كتابة الحروز لأجل تيسير الأمور

السؤال:

نحن في السودان يأتي بعض الناس إلى المفتي أو المطوع، فيقول: اكتب لي محاية أو أعطني الفاتحة أو اكتب لي حجابا ييسر لي أموري، فهل هذا جائز، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب:

المسلم يجب عليه أن يحافظ على عقيدته، عقيدة التوحيد التي تربطه بربه، والتي هي أساس دينه ومناط سعادته في الدنيا والآخرة، فيحفظها من كل ما يؤثر بها أو يخدشها من الأقوال والأفعال والبدع والخرافات، بأن يتوكل على الله، ويستعين بالله، ويعلق أمله بالله، ولا يدعو غير الله في جلب الخير، أو دفع الضر ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[يونس: 107]. وأما ما ذكره السائل من أنه يذهب إلى المطوع، أو إلى من يسميه بالمفتي، ويطلب منه أن يكتب له الفاتحة، أو يكتب له شيئا من الحروز والحجب، فهذا شيء لا يجوز؛ لأنه تعلق بغير الله سبحانه وتعالى، ولأن هذه الحروز وهذه الحجب منها ما هو شرك إذا كتب فيها ألفاظ شركية، كالاستعانة بالجن أو الشياطين أو أسماء مجهولة، أو كتب فيها حروف مقطعة، فهذه الحجب التي من هذا النوع تعتبر من الشرك بالله -عز وجل-، ولا يجوز تعليقها ولا كتابتها بإجماع أهل العلم. أما إذا كانت هذه الحروز أو هذه الكتب والحجب فيها شيء من القرآن، فالصحيح أيضًا من قولي العلماء أنه لا يجوز تعليقها؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك»، والتمائم: هي الحروز والحجب التي تعلق لدفع الشر أو شفاء المرض أو نحو ذلك، وهذا عام فيما يعلق حتى ولو كان من القرآن؛ لأن في ذلك تعلق القلب بغير الله سبحانه وتعالى، ولأنه وسيلة وفتح باب لتعليق أشياء لا تجوز، ولأن في هذا امتهانًا للقرآن الكريم، فإن القرآن إذا كتب على هذه الصورة، على شكل حجب وحروز وتمائم، وصار يعلق على هذه الصور، وعلى الأطفال وعلى من لا يتحرزون من النجاسة، أو من يدخلون أماكن قذرة، فإن هذا عرضة لامتهان القرآن الكريم. فالحاصل: أنه يجب على المسلم أن يتجنب كل هذه الأمور. والذي ورد وصحت به الأحاديث أنه يقرأ على المريض قراءة مباشرة وهو ما يسمى بالرقية الشرعية، وهي: أن يأتي القارئ ويقرأ على المريض أو على موضع الإصابة. أو المريض أو المصاب يقرأ على نفسه وعلى جسمه، وهذا أحسن وأتم، هذا الوارد. أما أن يكتب كتابات وتعلق حروز وحجب وتمائم فهذا لا يجوز للمسلم أن يتعامل معه، وهؤلاء الذين يكتبون مثل هذه الحجب وهذه الحروز غير مؤتمنين على عقائد المسلمين، غير مؤتمنين فيما يكتبونه في هذه الحروز وهذه الحجب، وربما يكون أكثرهم جهالًا، لا يميزون بين الحق والباطل، وربما يكون منهم مضللون يقصدون تضليل الناس والاحتيال عليهم، لجلب الطمع والكسب من الناس في هذه الأشياء، والاحتيال على الناس وسلب أموالهم. فالواجب على المسلم أن يكون حذرًا وأن يكون تعلقه بالله -سبحانه وتعالى-، وأن لا يتعاطى هذه الأمور التي لا تسلم العقيدة من جرائها ومن شرها، والله أعلم.

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان(1/35-37)

أضف تعليقاً