الجواب
تكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول كل ورقة من أوراق الوصفات الطبية؛ لما ورد من الأدلة في فضل كتابتها، وقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكتبها في مقدمة رسائله، ولسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-فتوى في مشروعية كتابتها هذا نصها: (إن كتابة بسم الله الرحمن الرحيم مشروعة في أول كتب العلم والرسائل، فقد جرى على ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مكاتباته، واستمر على ذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده وسار عليه الناس إلى يومنا هذا، وقد حث الله تعالى عليها في القرآن، فقال جل وعلا: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾[الفتح: 26]
قال الزهري: هي بسم الله الرحمن الرحيم، وذلك أن الكفار كانوا يقرون بها، كما حث على كتابتها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فروى عبد القادر الرهاوي في (الأربعين) من حديث أبي هريرة مرفوعاً: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم، فهو أقطع »، ورواه الخطيب في جامعه بنحوه.
فيجب تعظيم ما فيه بسم الله الرحمن الرحيم، أو أي شيء من القرآن أو السنة؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ِ﴾[الحج: 30 ] والحرمات: امتثال الأمر من فرائضه وسننه، ومما فرضه احترام كتابه وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وبسم الله الرحمن الرحيم بعض آية من القرآن في سورة النمل، بإجماع العلماء. وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾[الحج: 32 ] .
والشعائر: كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم، ومن ذلك كتابه وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- ، وكما يجب تعظيم ذلك فيشرع للإنسان أن يحرقه إذا دعت إليه الحاجة، كما فعل عثمان -رضي الله عنه- ، فإنه جمع الناس على مصحف واحد وحرق ما سواه من المصاحف، ووافقه الصحابة - رضي الله عنهم- فكان هذا إجماعا منهم، ومن رأى أحدا يفعل شيئا من الإهانة فيجب الإنكار عليه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم- : «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» رواه البخاري ومسلم وسوف نقوم حول ذلك بما يلزم إن شاء الله.
وأما كون بعض الأوراق التي تكتب عليها البسملة قد ترمى في بعض المحلات غير اللائقة فلا حرج على الكاتب في ذلك، وإنما إثم ذلك على من رماها أو امتهنها.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.