الجواب
ما نقل في هذه الكتب مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- ، ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته وعميت بصيرته وضل سواء السبيل. وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجوداً وأن من حازه سبب له الغنى، وادعاء رؤية النبي- صلى الله عليه وسلم- يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل - كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه، وقد صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الشيطان لا يتمثل بي» فكيف يأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- الناس بدعاء الله عند القبور وقد نهى عن ذلك في حياته وحذر منه أشد التحذير ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم، ولم يمت- صلى الله عليه وسلم- إلا وقد أتم الله به الدين وأكمل به النعمة، فلا يزاد على ما شرعه ولا ينقص منه، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر، وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه، أو اعتقد النفع والضر في المقبور، فإن النافع الضار هو الله سبحانه. وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت بل ينتقل من مكان إلى مكان أخر، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته، اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة، ولا دليل على ذلك، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت، قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾[الزمر : 30]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾[الأنبياء: 34 - 35].
كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى، ولا يجوز طلب قضاء الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله، وطلبها من الأموات شرك أكبر، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله، لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- الدالة على ذلك، وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحا ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.