الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

قول الإمام بعد الرفع من الركوع (ربنا ولك الحمد) بدلاً من قول سمع الله لمن حمده

السؤال
الفتوى رقم(7332)
س: نعرف حضرتكم أني مقيم في ديار كفر وهي إيطاليا، وقد قدر لي المولى بإقامتي فيها فترة من الزمن، وهذا حال المسلمين، فوجدت فيها مسجدا تقام فيه صلاة الجمعة ولا تقام فيه الصلوات الخمس وذلك لظروف أنه ليس معترفا به من قبل الدولة، وذلك لأن إيطاليا يوجد فيها الفاتيكان وهو رئيس النصارى في العالم. المهم عندما دخلت المسجد لصلاة الجمعة وجدت الإمام يقول عندما يرفع من الركوع في الصلاة: ربنا ولك الحمد. فكانت غريبة علي؛ لأنه يقولها جهرا بدل سمع الله لمن حمده، فقلت له: لقد صليت كثيرا وراء علماء مسلمين فكانوا يقولون عند الارتفاع من الركوع: سمع الله لمن حمده، فمن أين أتيت بها ؟ فقال لي: إنها سنة، وذكر الحديث: «من أحيا سنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» ، فقلت له: إنها ليست بسنة؛ لأنها لو كانت سنة لسمعتها من أهل السنة وخصوصا أنه قد من علي الله بتأدية فريضة الحج، وقد ذهبت من إيطاليا وعدت إليها في عام 1980، وقد قرأت في بعض الكتب فلم أجد ذلك، فقال لي: قد قرأتها في مختصر صحيح مسلم حديث، رقم 296، صفحة رقم 84، فنظرت معه في الحديث فقلت له: إن الحديث ما فهمته منه أنه من أحاديث الأدعية في الصلاة، فمثلا الأحاديث التي قبله تقول بذلك، فقال: لا، وأصر على ذلك، وعلمت بعد ذلك أنه متبع فكر إنسان في مصر، يعتقدون أنه المهدي المنتظر وهو الذي يصلي بهذه الكيفية، وفعلا لقد رأيت الكثير من الشباب المسلم وراء هذا الفكر، فقلت له: الذي يفصل بيننا أحد علماء المسلمين، فاتفقنا على أن نرسل إلى سماحتكم، فأرجو توضيح هذا الأمر في أقرب وقت ممكن؛ لأنه قد حدث شك عند كثير من المسلمين في صحة الصلاة وراء هذا الإمام، وهل تجوز الصلاة وراءه لو صح أن هذا لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما صحة هذا القول، وهل هي بدعة أم سنة كما يزعم ذلك ؟ فأرجو توضيح ذلك بالتفصيل حتى نطمئن من الصلاة وراءه، حيث إن أكثر المسلمين هنا يستفتونه في أشياء كثيرة جدا عن الإسلام، ونحن هنا ليس لنا مصدر للأحكام حتى الكتب لا يوجد إلا القليل التي لا يستطيع المسلم منا الرجوع إليها.
الجواب
إن حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض» الحديث المذكور هو في مختصر صحيح مسلم والمراد منه الذكر بعد الرفع من الركوع وبعد قول الإمام: سمع الله لمن حمده. وقد ورد في الصحيحين حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة»، ثم يقول - وهو قائم - : «ربنا ولك الحمد» الحديث وهو في مختصر مسلم تحت رقم(274) في صفحة (78)، فهذا الحديث يوضح أن المراد في حديث أبي سعيد الخدري قول: «ربنا ولك الحمد»، بعد أن يقول: سمع الله لمن حمده.
ومن هذا يتبين أن قول: «ربنا ولك الحمد»، في الرفع من الركوع بدلاً من: «سمع الله لمن حمده» - بدعة، وتحريف للأذكار في الصلاة عن مواضعها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(6/430- 434)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟