الجواب
إذا كان الواقع كما ذكرت، فلا حرج عليك ونرجو الله أن يتقبل توبتك تحقيقا لوعده الصادق، قال الله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾[طه: 82] وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[النساء: 48]، وننصحك ألا تبلغ والديك بما مضى من ذلك الأمر؛ خشية حصول ما لا تحمد عقباه، وألا تذكر موضوعك هذا لأحد بعد، ولا تفشه، بل اجعله سرا بينك وبين ربك، والله يتولاك بعفوه مع من وصفهم الله بقوله: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾[آل عمران: 135-136]
ولا تحدث نفسك بما ذكرت من الانتحار؛ لأن الله يقول: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾[النساء: 29] وإن حديثك لنفسك بالانتحار من نزغات الشيطان، يريد أن يوقعك في جريمة أخرى؛ إذ علم منك التوبة مما مضى، ويئس من عودتك إلى المعصية، فاستعذ بالله منه عسى أن يحفظك من شره، وسر في طريق الخير علما وعملا، عزيز النفس قوي العزيمة، ولن يضرك ما مضى مادمت قد أقلعت عنه وتبت منه ابتغاء مرضاة الله وخوف عقابه، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾[الطلاق: 4-5]
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.