الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 3 أيام
0
المشاهدات 3222
الخط

عقيدة أهل السنة في عيسى عليه السلام

السؤال:

فتوى رقم(6263) أنا يا شيخنا الكريم فتاة مسلمة نشأت على عقيدة مؤداها أن المسيح -عليه السلام- قد أنجاه الله من محاولة الصلب ورفعه إليه بعد أن ألبس أحد أتباعه صورته وصلب بدلاً عنه، وأنه -عليه السلام- سيعود إلى الأرض قبل يوم القيامة ليقتل المسيح الدجال لعنة الله عليه، ولكني منذ أيام قرأت في أحد الكتب وهو (مقارنة الأديان والاستشراق) للأستاذ أحمد شلبي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة، ما معناه: أن المسيح لم يرفع وأنه اختفى عن أنظار أعدائه وأنه مات في مكان ما موتة عادية وقبر كأي إنسان وأن أحاديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- التي ورد فيها أن عيسى -عليه السلام- سينزل في آخر الزمان ليقتل المسيح الدجال هي أحاديث آحاد لا يؤخذ بها في المسائل الاعتقادية والمسألة هنا اعتقادية. وهالني أنني قرأت له أن هذا الرأي هو رأي بعض علمائنا الأفاضل أمثال الشيخ المراغي والشيخ شلتوت والشهيد سيد قطب وغيرهم، والحقيقة أنني قد انتابتني حالة من القلق وعدم معرفة الحقيقة وسؤالي الآن ما هي أحاديث الآحاد، وهل لا يعمل بها كما قال الأستاذ في المسائل الاعتقادية. وإن ثبت في صحيحي البخاري ومسلم؟ ما عقيدة المسلم الواجبة في المسيح عليه السلام، ولا يسعني إلا أن أتقدم إليكم بالشكر ويدفعني علمي بكرمكم وتفانيكم في خدمة الدعوة؟

الجواب:

أولاً: الحديث ينقسم إلى متواتر وآحاد، فالمتواتر: ما رواه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن مثلهم وأن يكون مستندهم في انتهاء السند الحس من سماع أو نحوه، والآحاد: ما فقد شرطا من هذه الشروط. والمتواتر: يحتج به في العقائد والفروع كالقرآن، والآحاد: يحتج به في الفروع بإجماع ويحتج به في العقائد على الصحيح من قولي العلماء، ومن رأى أن لا يحتج به في العقائد فقد خالف فعله رأيه فاحتج به في العقائد والأصول، بل احتج بالضعيف منه في ذلك. ثانيًا: العقيدة الصحيحة في عيسى عليه الصلاة والسلام هي عقيدة السلف خير القرون التي شهد لها النبي-صلى الله عليه وسلم- بالخير من أن عيسى -عليه السلام- لم يقتل ولم يصلب ولما يمت، وإنما رفعه الله إليه حيًا ببدنه وروحه، وأنه سينزل آخر الزمان فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويدعو الناس جميعًا إلى الإيمان بشريعة محمد-صلى الله عليه وسلم- فيؤمنون به جميعا حتى اليهود والنصارى؛ لدلالة القرآن والسنة الصحيحة الثابتة على ذلك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/332) عبد الله بن قعود ... عضو عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

أضف تعليقاً