الجواب
الحمد لله الذي هداك للصلاة والصيام، وأعاذك من الشيطان، هذه أعظم نعمة وأكبر نعمة، فالحمد لله على ذلك، أما ما ذكرت من سوء المعاملة من الزوج، ومن أم الزوج فعليك يا أيتها الأخت في الله، الصبر والاحتساب وفعل الخير، وصاحب الخير لا يندم بل عاقبته حميدة؛ لكن إن كان الزوج لا يصلي كما ذكرت سابقا، فلا خير فيه ولا ينبغي البقاء معه، بل ينبغي أن تذهبي لأهلك مع أطفالك، ولا ينبغي البقاء معه ما دام بهذه الحالة السيئة، لا يصلي ويشرب الخمر ويسيء العشرة، فهذا لا وجه للبقاء معه، وسوف يعطيك الله خيرا منه، فينبغي لك أن تبتعدي عنه، وأن تذهبي إلى أهلك، وهو إن هداه الله بعد ذلك، ينظر في الأمر وإلا سوف يعطيك الله خيرا منه وأفضل: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾[الطلاق: 2-3] ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾[الطلاق: 4] أما إن هداه الله ورجع إلى الصواب، وتاب إلى الله وأدى الصلاة وترك المسكرات، وأحسن العشرة فالحمد لله، نسأل الله له الهداية، أما إذا بقي على حاله فنصيحتي لك البعد عنه؛ لئلا يضرك ويضر أولادك؛ ولئلا يجرك إلى شره، ولئلا يجر أولاده إلى شره أيضا، من ترك الصلاة وشرب المسكرات وسوء الأخلاق، نسأل الله السلامة والعافية، الحاصل من هذا والخلاصة: أني أنصحك أن تذهبي إلى أهلك بأولادك، وأن تدعيه ما دام على هذه الحالة السيئة، من ترك الصلاة وتعاطي المسكرات، ونسأل الله لنا وله الهداية، ونسأل الله لك تيسير الأمور، وتفريج الكروب وحسن العاقبة، وأن يثيبك على ما فعلت من الخير، وأن يرده للصواب وأن يهديه للصواب، وأن يهدي أمه أيضا للصواب، وحسن المعاملة، إن الله جل وعلا الجواد الكريم.