الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

خلاف العلماء في صوم يوم السبت تطوعا

الجواب
اختلف العلماء رحمهم الله في صوم يوم السبت هل هو جائز أو مكروه أو يفرق بين أن يصومه منفرداً أو مضمون إليه ما قبله أو ما بعده فمن العلماء من قال: إن صومه لا بأس به وأن الحديث الوارد فيه حديث شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة ومن شرط العمل بالحديث ألا يكون شاذّاً؛ لأن عدم الشذوذ شرط لصحة الحديث أو لكونه حسناً وما ليس بصحيح ولا حسن لا يجوز العمل به وإلى هذا ذهب جماعة من العلماء السابقين والمعاصرين ومنهم من قال: إن صومه لا يجوز؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك وقال: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم» ومنهم من فصل أو فرق بين أن يصومه منفرداً أو يصوم يوماً قبله أو يوم بعده وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ابن حنبل -رحمه الله- وقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لجويرية وقد كانت صائمة يوم الجمعة قال: «أصمتِ أمس، قالت: لا، قال: أتصومين غداً، قالت: لا، قال: فأفطري» فأمرها أن تفطر لئلا تفرد يوم الجمعة بصوم والشاهد من هذا الحديث أنه «قال أتصومين غداً» يعني يوم السبت، فدل ذلك على جواز صوم يوم السبت مع الجمعة وهذا ما لم يكن هناك سبب لتخصيص يوم السبت، مثل أن يصادف يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يوماً يصومه الإنسان، فإنه لا كراهة في ذلك؛ لأن الصائم لم يصمه لأنه يوم سبت، ولكن لأنه صادف، فمثلاً: لو كان يوم السبت يوم عرفة، فإنه يصومه بلا كراهة أو كان يوم عاشوراء، فإنه يصومه بلا كراهة، لكن يوم عاشوراء ينبغي أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده، أو كان في صوم يصومه، مثل أن يكون هذا الرجل يصوم يوماً ويفطر يوماً فصادف يوم صومه يوم السبت فإنه لا بأس بذلك.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟