الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم لعن الوالدين وهل وفيه كفارة؟

الجواب
لعن الوالدين من كبائر الذنوب فإنه ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: «أنه لعن من لعن والديه», وسواء كان ذلك اللعن مباشراً أو سبباً؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- قيل له: «وهل يلعن الرجل والديه؟ قال: نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه»، فلعن الوالدين -سواء كان مباشرة، أو تسبباً- من كبائر الذنوب، ولا فرق بين أن يحدث ذلك بدون سبب أو بسبب الغضب، إلا أنه في مسألة الغضب التي لا يشعر فيها الشخص ما يقول، فإنه في تلك الحال لا جناح عليه؛ لأنه لا يعقل ما يقول، والله يجازي العبد بما يعقل لا بما لا يعقل، إلا أنه ينبغي للإنسان عندما يكون شديد الغضب أو سريع الغضب، ينبغي له أن يستعمل الأسباب التي تزيل ذلك أو تخففه؛ لأن رجلاً سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله أوصني فقال: «لا تغضب» فردد مراراً فقال: «لا تغضب».
فإذا شعر بالغضب، فإنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتوضأ فإن ذلك من أسباب زوال الغضب, ومن أسباب إبعاد نتائج الغضب: أن ينصرف الإنسان عن المكان وينسحب عن خصمه حتى لا يقع في المحذور.
وأما بالنسبة للتوبة فله توبة، وما من ذنب إلا له توبة ؛ لقوله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[الزمر: ٥٣]، لكن لما كان هذا الذّنب متعلقاً بمخلوق فلا بد في تصلىح التوبة من طلب العفو ممن جني عليه حتى تتم التوبة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(12/479-480)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟