حكم قول: (شاءت قدرة الله)
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ: ما حكم قول: (شاءت قدرة الله)؟ وإذا كان الجواب بعدمه فلماذا؟ مع أن الصفة تتبع موصوفها، والصفة لا تنفعك عن ذات الله؟
الجواب:
لا يصح أن نقول: (شاءت قدرة الله)؛ لأن المشيئة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له, وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة للشائي, ولكننا نقول: (اقتضت حكمة الله كذا وكذا)، أو نقول عن الشيء إذا وقع: (هذه قدرة الله), كما نقول: (هذا خلق الله)، وأما إضافة أمر يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز. وأما قول السائل: (إن الصفة تتبع الموصوف)؛ فنقول: نعم، وكونها تابعة للموصوف تدل على أنه لا يمكن أن نسند إليها شيئا يستقل به الموصوف، وهي دارجة على لسان كثير من الناس، يقول: (شاءت قدرة الله كذا وكذا)، (شاء القدر كذا وكذا)، وهذا لا يجوز؛ لأن القدر والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لهما, وإنما المشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(3/131-132)