الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم قراءة سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة دبر كل صلاة وإهداء ثوابها للميت

الجواب
هذا العمل ليس له دليل، بل هو بدعة، ولو اعتاده جماعتهم، فإن البدع لا تبررها العادات، فالواجب ترك هذه البدعة والحذر منها، ويكفي أن تدعوا لأبيك، وأن تصدق عنه، هذا هو المشروع، الدعاء والصدقة والحج عنه، والعمرة، كل هذا ينفعه بإذن الله، فنوصيك بالاستكثار من الدعاء لوالدك بالمغفرة والرحمة، وهكذا الصدقة عنه بما تيسر، ولو بالقليل، والله جل وعلا يثيبك ويخلف عليك ما أنفقت في هذا السبيل الخلف العظيم، ويأجرك على دعواتك لأبيك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «إذا مات بن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له». فمما يلحق الميت بعد وفاته دعاء الولد، والولد يشمل الذكر والأنثى، البنت والابن، كلاهما يقال له ولد؛ كما قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾[النساء: 11].
فالأولاد تطلق على الذكور والإناث، والولد يقال للذكر والأنثى، ويقال للذكر ابن، وللأنثى بنت؛ فقوله - صلى الله عليه وسلم - : «أو ولد صالح يدعو له» يعني ذكر أو أنثى، فمن البر للوالد بعد وفاته الدعاء له، وقد سئل - عليه الصلاة والسلام - سأله بعض الصحابة قال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما، قال عليه الصلاة والسلام: «نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما». فذكر خمسة أشياء: الصلاة عليهما، يعني الدعاء، الدعاء لهم، ومن الصلاة عليهم صلاة الجنازة أيضاً، والاستغفار لهما، طلب المغفرة لهما، والثاني أنفاذ عهدهما من بعدهما إذا أوصيا بشيء تنفذه إذا كانت وصية لا تخالف الشرع تنفذها، والرابع صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما كإكرام أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك والإحسان إليهم وصلتهم كل هذا من بر والديك، والخامس إكرام صديقهما إذا كان لهما صديق تكرمه بما تستطيع، من الكلام الطيب والزيارة والدعوة إلى البيت لإكرامه بالضيافة، ومواساته إن كان فقيرا، كل هذا من إكرام الصديق - والله المستعان - .
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(14/23)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟