السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 14 دقيقة
0
المشاهدات 403
الخط

حكم النيابة في الحج عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

السؤال:

سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى- : من باب المحبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - أو أحد الصحابة هل يجوز للإنسان أن يحج عنهم ؟ من باب المحبة للرسول - صلى الله عليه وسلم - أو أحد الصحابة- رضي الله عنهم - هل يجوز للإنسان أن يحج عنهم ؟

الجواب:

أما الصحابة- رضي الله عنهم - فلا بأس أن يحج الإنسان عنهم كما يحج عن أي مسلم، لكن مع ذلك نرى أن الدعاء للأموات أفضل بكثير من الأعمال الصالحة، حتى الأب والأم إذا دعوت الله لهما فهو أفضل من أن تحج عنهما، إذا لم يكن فرضاً، وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لما تحدث عن عمل الإنسان بعد موته قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ولم يقل عليه الصلاة والسلام: «يحج عنه، ولا يتصدق عنه، ولا يصوم عنه، ولا يزكي، ولا يحج» بل قال: «ولد صالح يدعو له» وهل تظن أيها المؤمن أحداً أنصح للأحياء، والأموات من الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ؟! لا والله لا نظن، بل نظن ونعتقد أن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنصح الخلق للأحياء والأموات، ومع ذلك قال: «أو ولد صالح يدعو له». ثانياً: أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فإهداء القرب له بنفسه من السفه من حيث العقل، ومن البدعة من حيث الدين، أما كونه بدعة في الدين فلأن الصحابة- رضي الله عنهم - الذين شاهدوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولازموه وأحبوه أكثر منا، ما كانوا يفعلون ثم نأتي نحن في آخر الدنيا ونهدي للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالحج عنه، أو بالصدقة عنه هذا غلط من ناحية شرعية، ومن الناحية العقلية هو سفه؛ لأن كل عمل صالح يقوم به العبد فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مثله؛ لأن من دل على خير فله مثل فاعله، وإذا أهديت ثواب العمل الصالح للرسول - صلى الله عليه وسلم - فهذا يعني أنك حرمت نفسك فقط؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منتفع بعملك، له مثل أجرك سواء أعطيته أم لم تعطه، وأظن أن هذه البدعة لم تحدث إلا في القرن الرابع، وعلى ذلك أنكرها العلماء، وقالوا: لا وجه لها، وإذا كنت صادقاً في محبة الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأرجو أن تكون صادقاً- فعليك باتباعه وأتباع سنته وهديه، كن وأنت تتوضأ كأنما تشعر بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ أمامك، وكذلك في الصلاة وغيرها حتى تحقق المتابعة ولست أقول: (أمامك) أنه عندك في البيت هذا لا أقوله، لكن المعنى من شدة اتباعك له كأنه أمامك يتوضأ، ولهذا أوجه الآن إلى نقطة مهمة، نحن نتوضأ للصلاة- والحمد لله - عندما نتوضأ أكثر الأحيان وأكثر الناس لا يشعرون، إلا أنهم يؤدون شرطاً من شروط الصلاة لكن ينبغي أن يلاحظ. أولاً: أن نشعر بأننا نمتثل أمر الله عز وجل حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة: 6]. ثانياً: أن نشعر بأتباع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأننا توضأنا نحو وضوءه. ثالثاً: أن نحتسب الأجر؛ لأن هذا الوضوء يكفر الله سبحانه وتعالى به كل خطيئة حصلت من هذه الأعضاء، الوجه إذا غسله آخر قطره يكفر بها عن الإنسان، وكذلك بقية الأعضاء، هذه ثلاثة أمور غالباً لا نشعر بها إنما نعمل كأننا أدينا شرطاً من شروط الصلاة، فأسأل الله أن يعينني وأخواني المسلمين على ذلك حتى تكون العبادة طاعة لله تعالى واتباعاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحتساباً لثواب الله.

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(24/23- 25)

أضف تعليقاً