الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم المشي بالأحذية داخل المسجد الحرام

الجواب
المشي على أرض المسجد الحرام بالحذاء لا ينبغي، وذلك؛ لأنه يفتح باباً للعامة الذين لا يقدرون المسجد، فيأتون بأحذية وهي ملوثة بالمياه، وربما تكون ملوثة بالأقذار يدخلون بها المسجد الحرام فيلوثونه بها، والشيء المطلوب شرعاً إذا خيف أن يترتب عليه مفسدة فإنه يجب مراعاة هذه المفسدة وأن يترك، والقاعدة المقررة عند أهل العلم أنه : (إذا تعارضت المصالح والمفاسد مع التساوي، أو مع ترجح المفاسد، فإن درء المفسدة أولى من جلب المصلحة) ، وهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يهدم الكعبة، وأن يجدد بناءها على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولكن لما كان الناس حديثي عهد بكفر، ترك هذه الأمر المطلوب، خوفاً من المفسدة، فقال لعائشة - رضي الله عنها - : «لولا أن قومك حديثو عهد بكفر، لهدمت الكعبة، وبنيتها على قواعد إبراهيم، وجعلت لها بابين، باباً يدخل منه الناس، وباباً يخرجون منه»، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - توفي وبقيت الكعبة على ما هي عليه لم تؤسس على القواعد التي أرادها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولما تولى عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - الخلافة في الحجاز بناها على قواعد إبراهيم وجعل له بابين، ثم لما عادت ولاية الحجاز إلى بني أمية أعادوها على ما توفي عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعلوها على هذا الوجه الموجود الآن، بناية مستقلة لها باب وحِجْر من جانبها له بابان، وانظر إلى الحكمة الإلهية حيث تحقق ما أراده النبي - صلى الله عليه وسلم - من أن يكون للكعبة بابان، باب يدخل منه الناس، وباب يخرجون منه فالحجر من الكعبة- ستة أذرع ونصف كله من الكعبة- فيه باب يدخل منه الناس، وباب يخرجون منه، مع الفضاء وعدم التسقيف، فما ظنك لو كانت الكعبة بناية واحدة، ولها بابان، ما ظنك أفلا تكون سبباً لموت كثير من الناس ؟! بلى تكون سبباً في موت الكثير من الناس عند ازدحامهم فيها وعند دخولها، والله أعلم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(24/97-98)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟