الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم الدعاء للوالدين بـ: (اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا...وتجاوز عنهما ما قضوا فيه من حق خدمتك)

الجواب
إن حق الوالدين حق عظيم، يأتي بعد حق الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[النساء: 36]، وذلك ببرهما والإحسان إليهما بالقول وبالفعل، ومنع الإساءة إليهما بكل قول أو فعل ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾[الإسراء: 23-24]، ولكن لم يرد دعاء مخصوص يدعى به لهما فيما نعلم سوى قول: (رب ارحمهما)، (رب اغفر لي ولوالدي) ونحو ذلك مما لا محذور فيه، أما ما ذكر في هذه البطاقة من أنواع الأدعية فإنه غير وارد، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، ومن ذلك تخصيص دعاء لم يرد بتخصيصه دليل إضافة إلى ما في هذا الدعاء من ألفاظ غريبة، مثل قوله: (اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا) وقوله: (وتجاوز عنهم ما قضوا فيه من حق خدمتك) وهذه لفظة صوفية؛ لأن الله سبحانه لا يحتاج إلى أن يخدم، وإنما حقه أن يعبد، وعليه فإنه لا يجوز طبع هذه البطاقة، ولا ترويجها، ويكفي أن يدعى للوالدين بما ورد في الكتاب والسنة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/222- 223)
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟