الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

حكم الدعاء الوارد عن ابن عباس لتثبيت الحفظ وطرد النسيان

السؤال
فتوى رقم(4210)
قرأت في آخر [تفسير ابن كثير] قوله: ذكر الدعاء المأثور لتحفيظ القرآن وطرد النسيان -باختصار السند- عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، القرآن يتفلت من صدري، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته» قال: نعم بأبي أنت وأمي، قال: «صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب و بـ (حم) الدخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب و بـ (حم) تنزيل السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه وصل على النبيين واستغفر للمؤمنين، ثم قل: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حب كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري وتطلق به لساني وتفرج به عن قلبي وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا موفق له إلا أنت، فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا أو سبعًا تحفظه بإذن الله، وما أخطأ مؤمن قط»، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بسبع جمع، فأخبره بحفظ القرآن والحديث، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «مؤمن ورب الكعبة، علم أبا الحسن، علم أبا الحسن»، وهذا سياق الطبراني، فالمرجو من سماحة الشيخ أن يجيب على هذه التساؤلات:
1- هل الحديث صحيح أم ضعيف ؟
2 - هل يعمل بالحديث الضعيف أو المرسل أو المعلق أو غيره في العبادات مثل هذا الحديث إن كان ضعيفاً؛ وخصوصاً عبادة الصلاة وفضلها العظيم ؟
3- هل هذا لا يؤثر في العقيدة ؟
الجواب
أولاً: هذا الحديث قال فيه ابن كثير: من البين غرابته، بل نكارته. انتهى كلام ابن كثير. ونحن لا نعلم طريقاً من طرقه يدل على ثبوته.
ثانياً: الأحاديث التي لا تقوم بها حجة لا يعتمد عليها في التشريع، وننصحك بالرجوع إلى قراءة مصطلح الحديث، ونخص من ذلك (مقدمة ابن الصلاح)، و(نخبة الفكر) لابن حجر وشرحها (نزهة النظر) له أيضاً، حتى تتمكن من معرفة ما يحتج به من الأحاديث وما لا يحتج به على التفصيل.
ثالثاً: لا مانع من استعمال هذا الدعاء؛ لأنه دعاء طيب، ليس فيه محذور شرعاً، ولكن بدون الصلاة المذكورة؛ لعدم الدليل على شرعيتها، أما الدعاء فلا بأس أن يدعو الإنسان بما شاء من الدعاء الذي ليس فيه محذور شرعاً، وإن لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لما علم أصحابه التشهد قال: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو»، وفي لفظ آخر: قال عليه الصلاة والسلام: «ثم يتخير من المسألة ما شاء» وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء»، ولم يخصص دعاء دون دعاء، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(4/445- 448)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟