الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حديث الجارية: (أين الله) وما حكم السؤال عن مكان الله؟

الجواب
حديث سؤال النبي-صلى الله عليه وسلم- الجارية: «أين الله؟» فقالت: في السماء. فقال: «من أنا» قالت: أنت رسول الله. قال: «أعتقها فإنها مؤمنة» حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث معاوية بن الحكم -رضي الله عنه-.
وهذا الحديث وغيره مما هو في معناه من أدلة الكتاب والسنة يدل على إثبات صفة العلو لله تعالى، وأنه سبحانه في السماء، كما قال تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾[الملك: 16]. ومعنى في السماء العلو، وأنه سبحانه فوق كل شيء وفوق العرش الذي هو سقف المخلوقات، كما قال الله سبحانه: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه: 5]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾[الأعراف: 54].
أما اكتفاؤه-صلى الله عليه وسلم- من الجارية بذلك للحكم بإيمانها فهو دليل على أن أمر الإيمان والشهادة به يجري على الظاهر، فالنبي-صلى الله عليه وسلم- إنما أخبر عن تلك الأمة بالإيمان الظاهر الذي علقت به الأحكام الظاهرة، وذلك ما لم يحدث من جرى ظاهره على الإيمان حدثا يوجب خروجه من مسماه.
ولذا فإن النبي-صلى الله عليه وسلم- أجرى أمر المنافقين على ظاهرهم، فكان يحكم فيهم حكمه في سائر المؤمنين، ولو حضرت جنازة أحدهم صلى عليها ولم يكن منهيا من الصلاة إلا على من علم نفاقه وإلا لزم أن ينقب على قلوب الناس ويعلم سرائرهم، وهذا لا يقدر عليه بشر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/353-355)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟