الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

بيان معنى قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون)

الجواب
هذا مما قاله إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، لقومه: ﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾[الصافات: 95- 96] أي ما تعملون من هذه الأصنام ليقيم عليهم الحجة بأنها لا تصلح آلهة، لأنها إذا كانت مخلوقة لله تعالى فمن الذي يستحق العبادة المخلوق أم الخالق؟
الخالق.
وهل يستحق المخلوق أن يكون شريكًا في هذه العبادة؟
لا. فإبراهيم، عليه الصلاة والسلام، أراد أن يقيم الحجة على قومه بأن ما عملوه من هذه الأصنام التي نحتوها مخلوق الله -عز وجل- فكيف يليق بهم أن يشركوا مع الله تعالى هذا المخلوق.
وعلى هذا فقوله: ﴿وَمَا تَعْمَلُونَ﴾[الصافات: 96] (ما) اسم موصول عائد على قوله ﴿مَا تَنْحِتُونَ﴾[الصافات: 95] هذا وجه هذه الآية.
وليس فيها أنه يبرر شركهم بالله ويقول: إن عملكم مخلوق لله فأنتم بريئون من اللوم عليه، كلا لأننا لو قلنا ذلك لكان يحتج لهم ولا يحتج عليهم، ولكن هو يحتج عليهم وليس يحتج لهم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/103)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟