الجواب
أخرج مسلم في (صحيحه) والترمذي في (السنن) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا» وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
هذا الحديث ذكره العلماء في أبواب الفتن، وهي ما يقع في هذه الأمة من الاختلاف والهرج والقتل واستحلال ما حرم الله ورسوله، والمراد من قوله: «يصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا» إلى قوله: «يبيع دينه بعرض من الدنيا» هو ما فسر به الحسن -رحمه الله-، كما في الترمذي قال: يصبح الرجل محرما لدم أخيه وعرضه وماله، ويمسي مستحلاً له، ويمسي محرمًا لدم أخيه وعرضه وماله، ويصبح مستحلا له، والمخرج من الفتن هو: اللجوء إلى الله واجتناب كل الفرق المتنازعة، بأن يلزم بيته أو ينتقل إلى موضع آخر بغنمه إن كان له غنم، أو إلى زرعه إن كان ذا زرع، وقد أخرج البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن».
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.