الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

بيان سبب أخذ أهل السنة بالأذانين يوم الجمعة

الجواب
نعم، هو كمال قال السائل، كان الأمر في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أذانا واحدا مع الإقامة، كان إذا دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الخطبة والصلاة أذن المؤذن، ثم خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- الخطبتين، ثم يقام للصلاة، هذا هو الأمر المعلوم وهو الذي جاءت به السنة كما قال السائل، وأمر معروف عند أهل العلم والإيمان، ثم إن الناس كثروا في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في المدينة، فرأى أن يزاد الأذان الثالث - ويقال: الأذان الأول - لأجل تنبيه الناس على أن اليوم يوم الجمعة؛ حتى يستعدوا ويبادروا إلى الصلاة قبل الأذان المعتاد المعروف بعد الزوال، وتابعه في هذا الصحابة في عهده، وكان في عهده علي -رضي الله عنه- ، وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة والزبير بن العوام أحد العشرة أيضا، وطلحة بن عبيد الله، وغيرهم من أعيان الصحابة وكبارهم، وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان تبعا لما فعله الخليفة الراشد -رضي الله عنه- عثمان، وتابعه عليه الخليفة الراشد أيضا علي -رضي الله عنه- وأرضاه، وكذا بقية الصحابة، فالمقصود أن هذا حدث في خلافة عثمان وبعده واستمر عليه غالب المسلمين في الأمصار والأعصار إلى يومنا هذا، وذلك أخذا بهذه السنة التي فعلها عثمان -رضي الله عنه- ، لاجتهاد وقع له ونصيحة للمسلمين، ولا حرج في ذلك، لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» وهو من الخلفاء الراشدين -رضي الله عنه- ، والمصلحة ظاهرة في ذلك، فلهذا أخذ بها أهل السنة والجماعة، ولم يروا بهذا بأسا لكونها من سنة الخلفاء الراشدين عثمان وعلي ومن حضر من الصحابة في ذلك الوقت -رضي الله عنهم- جميعا.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(13/ 205- 207)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟