السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

بنى مسجدًا وجعل ثوابه لولده المتوفى وكتب عليه اسم ابنه فما حكم فعله؟

الجواب
بناء المساجد من أفضل القرب التي تقرب إلى الله -عز وجل- وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة» ولكن هل من المستحب والمشروع أن نبني المساجد للأموات أو نبنيها لأنفسنا وندعو للأموات؟
الثاني، أن نبني المساجد لأنفسنا لأننا محتاجون للعمل الصالح، أما الأموات فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشدنا ماذا نفعل لهم قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» فترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرشد إلى الدعاء لا إلى أن يُعمَل له عمل صالح مع أن سياق الحديث للعمل ولو كان العمل للأموات من الأمور المشروعة لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكننا حينما نقول إنه ليس من الأمور المشروعة لا نقول إنه حرام؛ لأن السنة دلت على جوازه فقد ثبت في الحديث الصحيح أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها أو قال أيجزئ أن أتصدق عنها قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم «نعم» وأذن لسعد بن عبادة أن يجعل مخرافه في المدينة وهو نخل يخرف صدقة لأمه ويترتب على سؤال الأخ السائل أنه جعل المسجد لابنه المتوفى فهل يمكن أن نقول إنه لا يجوز أن يخص ابنه المتوفى بهذا المسجد دون إخوته الباقين إن كان له إخوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» أو نقول أن العدل واجب في أمور الدنيا، أما أمور الآخرة فلا يجب فيها العدل فالأول أقرب عندي وأنه لا يخص أحد من أولاده بأعمال صالحة دون الآخرين لأنه داخل في قوله - صلى الله عليه وسلم- «اتقوا الله و اعدلوا بين أولادكم» وقوله لبشير بن سعد حين أراد أن يشهد النبي صلى الله عليه سلم على عطيته لابنه النعمان قال «أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور».
والخلاصة: أننا نقول لهذا الرجل الذي ينبغي أن تجعل المسجد لك وثوابه لك، وأما ابنك فالدعاء له أفضل من أن تجعل له هذا المسجد. وفي سؤاله قال أنه كتب عليه أن هذا مسجد فلان بن فلان فهذا حسن من وجه وسيء من وجه آخر أما كونه حسن فإن الناس إذا شاهدوا هذا الاسم دعوا لمن بناه وقالوا غفر الله لمن بناه وجزاه الله خيرا وما أشبه ذلك ولكنه سيئ من وجه أخر؛ لأنه يخشى من الرياء وإن الإنسان فعل ذلك ليرائي به الناس والرياء إذا شارك العمل، فإنه يبطله لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال «قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟