الجواب
إن ما يسمى بالصلوات الواحدية وما مهد به لها فيه كذب وكثير من البدع والشرك بالله تعالى والغلو في رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
1- فمن الكذب: ما جاء في السطر الأخير من القول بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- أصل كل موجود، فإنه- صلى الله عليه وسلم- وإن كان أشرف الخلق وأفضل الأنبياء عليهم السلام ليس أصل كل موجود ولا من أجله خلق الخلق، بل هو مولود من أبوين كغيره من بني آدم إلا عيسى ابن مريم فإنه لا أب له، وخلق الخلق لعبادة الله وحده كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]
2- ومن البدع في ذلك قراءة الفاتحة للنبي- صلى الله عليه وسلم- سبع مرات، وقراءتها لغوث الزمان وأولياء الله سبع مرات، فإن ذلك لم يثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وقد قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» رواه البخاري ومسلم مع ما في ذلك من الشرك في قراءتها لمن سموه غوث الزمان وأعوانه وكذا طلب الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- من الله في كل لمحة ونفس وبعدد معلوماته وفيوضاته وإمداده وتحديدها بمائة مرة بدعة ومن البدع الشنيعة ما جاء في (ص2) من قولهم: (نسألك اللهم بحقه أن تغرقنا في لجة بحر الوحدة حتى لا نرى ولا نسمع ولا نجد ولا نحس ولا نتحرك ولا نسكن إلا بها) فإن ذلك القول بوحدة الوجود والتوسل بالنبي- صلى الله عليه وسلم- إلى الله أن يغرقهم في لجتها حتى يغيبوا عن الوجود فلا يكون لهم سمع ولا بصر ولا إحساس إلا بهذه الوحدة، وهذا هو الكفر الفاضح والضلال المبين ومن البدع الشركية أيضا نداؤهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يدركهم واستغاثتهم به أن ينظر إليهم نظرة توصلهم إلى الله تعالى، وأن يأخذ بأيديهم، يتقربون بهذه الشركيات ونحوها ليزول ما بهم من ضيق وفرقة، وتفرج ما بهم من شدة وبلاء، ويرددون هذه الكلمات والأبيات الشركية مرات محدودة، وهيهات هيهات أن يجنى من الشوك العنب، وأن يستخرج من الحنظل العسل، ومن البدع الشنيعة حث المبتدئ على العمل بالصلوات الواحدية بأعداد محددة إلى أربعين يوما، ويرخص للمريد أن يختصرها إلى سبعة أيام على أن يضاعف عدد الذكر بها، ثم بعد الأربعين يوما أو الأيام السبعة يتخذها وردا يداوم على العمل بها كل يوم وليلة صباحا ومساء، وما فاته من أعداد العمل بها قضاه إلى غير ذلك من شرع ما لم يأذن به الله مضاه لشرع الله، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم فلينظر العاقل الرشيد كيف شبه عليهم الشيطان حتى وقعوا في الشرك، وكيف زين لهم سوء عملهم حتى اتخذوه عبادة تقربهم إلى الله ويكسبوا بها قوة بعد ضعف ووحدة بعد فرقة وعزة بعد ذل، وكيف استحوذ عليهم الشيطان حتى استفزهم إلى أن يدعوا غيرهم إلى العمل بما وقعوا فيه من الشرك والبهتان؛ رجاء أن يصلوا إلى الحق عن طريق الباطل، وإلى الهدى عن طريق الضلال، وهيهات هيهات سبحانك هذا بهتان عظيم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.