الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

الختان الفرعوني للإناث

السؤال
الفتوى رقم(24412)
تنتشر عادة سيئة في البلاد الإفريقية وهي ختان الإناث وتتضـرر البنات من ذلك ضرراً كبيراً، وقد عقد لأجل هذا الموضوع مؤتمر للعلماء في القاهرة، وأصدروا قراراً بمنع هذه العادة السيئة في تلك البلاد؛ لأنها تلحق ضرراً كبيراً بالبنات، والآن نحن بصدد عقد مؤتمر في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لأجل هذا الموضوع.
سماحة الشيخ نفيد سماحتكم بأن البنات تعاني معاناة شديدة من أمر يطبق عليهن وذلك بحكم العادة والتقليد، وهو الختان الفرعوني وصفته الذي تأخذ فيه الخاتنة البظر كله مع جزء من الشفرين الصغيرين ومعظم الشفرين الكبيرين، وهو بمعنى إزالة كل الأعضاء التناسلية الظاهرة للمرأة؛ مما يؤدي إلى تشويه كامل للفرج وبعدها يتم خياطة الفتحة كاملة وهو ما يعرف باسم (الرتق) الذي يلحق آلاماً مبرحة للمرأة ليلة زفافها وعند ولادتها، وفي كثير من الأحيان يحتاج الأمر إلى إجراء عملية جراحية، ويؤدي ذلك إلى البرود الجنسي ويتسبب في مضاعفات طبية تفقد فيها المرأة حياتها أو صحتها أو قدرتها على الإنجاب.
ونتقدم إلى سماحتكم بطلب الفتوى الشرعية من دار الإفتاء في حكم هذا الختان الذي وصفناه كتابياً، كما نطلب من سماحتكم تزويدنا بهذه الفتوى والرأي على (سي دي) حتى نتمكن من عرضه على العلماء وجميع المسلمين في بلادنا حتى تكون حجتنا مبنية على أسس صحيحة ومقنعة للجميع.
الجواب
الختان من سنن الفطرة؛ لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في (الصحيحين) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب» والأصل في ختان النساء أنه مكرمة؛ لحديث الضحاك بن قيس ـرضي الله عنه- قال: كان بالمدينة امرأة تخفض النساء ( أي: تختنهن) يقال لها: أم عطية، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أشمي ولا تنهكي، فإنه أنظر للوجه وأحظى عند الزوج» رواه الحاكم والطبراني وغيرهما، وصفة الختان المشـروع للنساء هو الإشمام الوارد في الحديث السابق، والإشمام: هو أخذ اليسير؛ ويكون بقطع جزء من الجلدة التي كعرف الديك فوق مخرج البول ولا تؤخذ كلها. أما الصفة الواردة في السؤال والمسماة بالختان الفرعوني فلا تجوز؛ لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك لما قال للخافضة: «أشمي ولاتنهكي» والإنهاك المنهي عنه هو: المبالغة في استقصاء الختان، وهو محرم؛ لما في ذلك من الضرر البالغ بالمرأة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا ضرر ولا ضرار» رواه مالك وابن ماجه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(4/ 42- 43) المجموعة الثانية
صالح بن فوزان الفوزان ... عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عضو
عبد الله بن محمد بن خنين ... عضو
عبد الله بن محمد المطلق ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ. ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟