الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

الحكم على جماعة (حزب الله) أو (جماعة التوحيد) الباكستانية

السؤال
الفتوى رقم(20417)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من فضيلة مدير مركز الدعوة والإرشاد بالدمام، بكتابه رقم(22\ 1\ 103) وتاريخ 27\ 1\ 1418 هـ، وبرفقه الاستفتاء المقدم من أبي محمد الباكستاني، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم(689) وتاريخ 4\ 2\ 1418 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: عندنا جماعة في الباكستان تسمي نفسها (جماعة التوحيد)، وعندهم عقائد خاصة، فهم يكفرون المسلمين جميعًا إلا من انضم إلى جماعتهم، ولا يصلون مع الجماعة أو خلف إمام من المسلمين، ولا يلقون السلام على أحد إلا على بعضهم، ولا يؤمنون أو يصدقون حديث الرسول إلا ما وافق هواهم ويصفون الكتب الفقهية بأنها مملوءة بالشرك والخرافات والضلال، وهي كتب الأئمة الأربعة، وينكرون على الإمام أخذ الأجرة؛ لأن الأنبياء رعوا الغنم ولم يأخذوا أجرة إمامتهم وهدايتهم للناس. وبعد نقاش طويل أصروا على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة ولا من أهل الحديث ولا على أي المذاهب الأربعة، وينكرون عذاب القبر ويسألون عن كيفية عذاب الغريق والحريق، وإذا كان لهم عذاب فأين عذاب البوذيين ولا يدخل في العقل أن الإنسان يحيا في القبر لصغر القبر، وكيف يعذب من يؤخذ جسمه لتدريب طلاب الطب ويقولون: إذا كان هناك عذاب في القبر فهو للروح فقط، ويتكلمون كالشيوعيين في هذا الأمر ويستدلون على ذلك من الآية (28) في سورة البقرة، والآية رقم(11) في سورة غافر، والآيتين (49، 50) سورة الإسراء، وبعد نقاش استمر فترة طويلة أحضرت لهم الكتب التالية:
1 - كتاب (الروح) لابن القيم.
2 - (أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور)
3 - (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) (العقيدة) مجلد 3.
4 - (فتاوى ورسائل ابن عثيمين) (فتاوى العقيدة) مجلد 2.
وأنكروا ما في هذه الكتب، والأحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة، وأشد الإنكار؛ لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث (1)».. إلخ، وهم يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن ويحدثون الناس ويفسرونه حسب هواهم، ويقولون: إن القرآن ليس شفاء للبدن إنما هو شفاء للقلوب فقط، ويتبعهم بعض الناس لجهلهم.
نطلب من أصحاب الفضيلة إبداء الرأي في هذه الجماعة، وهل يجوز لنا صلة الرحم معهم أو الأكل والشرب معهم أو الجلوس معهم. وجزاكم الله خير الجزاء عنا وعن المسلمين جميعًا.
وقد كتب لوزارة الشؤون الإسلامية تقرير جواب معالي الوزير مرفقا به تقرير عن هذه الجماعة جاء فيه ما يلي: (أشير إلى خطابكم ذي الرقم(3\ 8\ 167) المؤرخ في 14\ 5\ 1418 هـ، بشأن الإفادة بالمعلومات المتوفرة عن الجماعة التي تسمي نفسها (جماعة التوحيد)
عليه أفيد سعادتكم بالآتي:
- الجماعة المستفسر عنها كانت تسمي نفسها حزب الله في أول أمرها، وزعيمها هو الدكتور\ مسعود الدين العثماني.
- تخرج في كلية الطب لكنو الهند عام 1934 م، ونال شهادة (M. B. B. S) منها.
- اشتغل طبيبا في الجيش ثم أحيل إلى التقاعد، وكان لديه اهتمام بالمسائل الدينية، وفي أول أمره كان ينتمي إلى الجماعة الإسلامية ثم تركها، وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ \ محمد يوسف البنوري أحد كبار علماء الديوبندية الأحناف في حينه.
- وكان متحمسا في إثبات توحيد الألوهية والإنكار على الشرك ومظاهره والاستغاثة بأصحاب القبور، حتى ابتلي بالتطرف الذي جره إلى تكفير كل من يقول بسماع الموتى، وإعادة الروح إلى الجسد في القبر، وإنكار الأحاديث الواردة في عرض أعمال الأمة على المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ، وعلى هذا بنى فتواه في تكفير إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمة الله عليه احتجاجا على ما أورده الإمام في كتابه الصلاة الذي نصه: (والإيمان بالحوض والشفاعة، والإيمان بمنكر ونكير، وعذاب القبر، والإيمان بملك الموت الذي يقبض الأرواح ثم ترد في الأجساد في القبور، فيسألون عن الإيمان والتوحيد)
وقد رد عليه الدكتور /عاصم إبراهيم القريوتي أحد الدعاة الرسميين في باكستان سابقا، وأحد الباحثين في مجلس خدمة السنة النبوية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حاليا في كتيب صغر ردا علميا.
وأفتى غير واحد من العلماء بأنه ضال مضل لا يحل النظر في كتبه، ولا الصلاة وراءه، وعزله كثير من أعضاء جماعته التي كانت تسمى حزب الله، وعلى رأسهم ابن عمه الدكتور \ كمال الدين عثماني، ثم حل جماعته وادعى أننا ما زلنا في العهد المماثل العهد المكي للرسول -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يجوز لنا تشكيل جماعة، ويجب علينا العمل لنشر التوحيد.
هذا وقد توفي قبل حوالي خمس سنوات، وانكسرت شوكة حزبه بعد وفاته إلى حد كبير.
الجواب
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن هذه الجماعة المسؤول عنها التي أطلقت على نفسها (حزب الله) أو (جماعة التوحيد) هي جماعة منحرفة عن السنة، واسمها غير مطابق لمسماها، فهي غالية في التكفير فتكفر بما لا يجوز التكفير به، وترد بعض ما ثبت في السنة من أمور الغيب التي لا مدخل للعقل فيها، وكل ذلك ضلال وانحراف عن الصراط المستقيم الذي دل عليه الكتاب والسنة وسار عليه صالح سلف هذه الأمة، فالواجب على هؤلاء التوبة إلى الله تعالى، والرجوع إلى جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة)، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. نسأل الله لنا ولهم الهداية والرشاد.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/120-125)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟