الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

إنكار بعض الكفرة لوجود الله

الجواب
ذكر العلماء أن توحيد الربوبية أمر معترف به عند الأمم ، وإنما أنكره شواذ من الناس لا عبرة بهم ، منهم المجوس حيث قالوا: إن هناك إلهين: النور والظلمة ، وأن النور أعظم من الظلمة ، وأنه خلق الخير ، وأن الظلمة خالقة الشر ، وأما إنكار الآلهة بالكلية فهذا قد قاله مكابرة فرعون ، وهكذا الفلاسفة الأقدمون .
والملاحدة معروفون بأنهم يرون الأفلاك آلهة ، وأن لها حركتها المعروفة ، لكن جمهور المشركين وعامتهم يقرون بالرب، وأن هناك ربا خلق ورزق وهو في العلو ، وإنما تقربوا إليه بما فعلوا من الشركيات .
وكفار قريش أنكروا المعاد ، وهم يقرون بأن الله ربهم وخالقهم ، ولكنهم أشركوا في العبادة وأنكروا المعاد ، وقالوا: ﴿مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا﴾[الجاثية: 24] ، وأنكروا الجنة والنار ، فبعث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إليهم وإلى غيرهم من الجن والإنس بإرشادهم إلى الحق ، وإنكار ما هم عليه من الباطل ، فاتبعه من أراد الله له السعادة ، وكفر به الأكثرون كغيره من الرسل عليهم الصلاة والسلام ، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾[يوسف: 103]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[سبأ: 20]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/186)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟