السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 22 دقيقة
0
المشاهدات 1086
الخط

أقسام الجهاد

السؤال:

سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله - : هل الجهاد لإعلاء كلمة الله يدخل ضمن أقسام الجهاد في سبيل الله ؟

الجواب:

الجهاد ينقسم إلى قسمين: 1- جهاد الأعداء بالسلاح. 2- الجهاد لإعلاء كلمة الله بالبيان والعلم. وجهاد الأعداء ينقسم إلى قسمين: 1- جهاد دفاع. 2- وجهاد طلب. فمن غزى المسلمين من الكفار فجهاده جهاد دفاع. ومن غزاه المسلمون من الكفار فجهاده طلب. وجهاد المسلمين للكفار هل هو من أجل أن يسلموا، أو من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا وإن لم يسلموا ؟ والجواب أن نقول: الجهاد من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا وإن لم يسلموا. والدليل على هذا ما رواه مسلم من حديث بريدة بن الحصيب  - رضي الله عنه  - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (كان إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله عز وجل وبمن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: «اغزوا على اسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر الله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهنّ أجابوك إليها فاقبل منهم وكُفّ عنهم: ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن أبوا فأخبرهم بأنهم يكونون كأعراب المسلمين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فاسألهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم، فإن هم أبوا فاستعن عليهم بالله تعالى وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله، وذمة نبيه فلا تفعل، ولكن اجعل لهم ذمتك فإنكم أن تخفروا ذممكم أهون من أن تخفروا ذمة الله، وإذا أرادوك أن تُنزلهم على حكم الله فلا تفعل، بل على حكمك، فإنّك لا تدري أتصيب فيهم حُكم الله تعالى أم لا». رواه مسلم . فجهاد المسلمين للكفار ليس لأن يسلموا، قال سبحانه: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾[البقرة: 256] لكن من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن تكون السيطرة لدين الإسلام، قال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾[التوبة: 33] . والقسم الثاني: جهاد الدفاع وهو فرض عين؛ لأنه يجب الدفاع عن دين الإسلام، والدفاع عن النفس، والدفاع عن بلاد المسلمين. والعلماء ذكروا الأمور التي يكون فيها الجهاد فرض عين وهي: 1- إذا حضر في صف القتال لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾[الأنفال: 15]. وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - التولي من الزحف من كبائر الذنوب. 2- إذا استنفر الإمام فإنه يجب على المسلمين أن يقاتلوا، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ الله اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ﴾[التوبة: 38]. 3- إذا حصر العدو بلاده. 4- إذا كان محتاجاً إلى رجل بعينه ومثاله: إذا غنم المسلمون من العدو الآلات في الحرب، ولم يعرف المسلمون طريقة عملها ولكن وُجد من المسلمين رجلٌ قد علم طريقة عمل هذه الآلات، فهذا الرجل يجب عليه بعينه أن يقاتل.

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(25/301- 304)

أضف تعليقاً