الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

أشكل عليه حديث: (كم أجعل لك من صلاتي؟)

الجواب
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس بحاجة أن يدعى له، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[الفتح: 2] فليس بحاجة إلى دعائنا.
والمشروع أن نصلي عليه بأن نسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى، وقد علمنا -صلى الله عليه وسلم- كيفية الصلاة عليه، ففي حديث كعب بن عجرة -رضي الله عنه- قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال: "قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».
وأما ما ذكر في حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-، فهو من خصوصياته؛ لأنه كان يدعو لنفسه، فحوله للنبي صلاة عليه بعد أن استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، قال ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام) ص 34: (وسئل شيخنا أبو العباس ابن تيمية -رضي الله عنه-، عن تفسير هذا الحديث فقال: «كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: (إن زدت فهو خير لك)، فقال له: النصف، فقال: (إن زدت فهو خير لك)، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك-، قال: (إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك)». لأن من صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة، صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه كفاه همه، وغفر له ذنبه، هذا معنى كلامه) اهـ.
وعلى ذلك فإن هذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة، وأن يكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجمع بين الأمرين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/157- 159)
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟