الأحد 27 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل صحيح أن الذي يضرب زوجته ظلما فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خصمه يوم القيامة؟

الجواب
لا أذكر شيئا عن هذا، عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، ولكنه - صلى الله عليه وسلم- أوصى بالنساء خيرا، وقال: «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوانٍ عندكم» يعني أسيرات عندكم، ونهى عن ظلمهن، والتعدي عليهن، وأمر بإحسان العشرة كما أمر الله بهذا في قوله سبحانه: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[النساء: 19] وقال -عز وجل- : ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾[البقرة: 228] وقال -عليه الصلاة والسلام- ، لما سأله معاوية بن حيدة القشيري، فقال: يا رسول الله، ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: «تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت» فالمؤمن يعتني بزوجته ويكرمها، ويحسن عشرتها ولا يظلمها، هذا هو الواجب عليه، ألا يظلمها لا في نفسها، ولا في مالها، ولا في عرضها، فإذا ظلمها، خصمه الله، أعظم من الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، خصم الظالمين الرب -عز وجل- ، هو الذي يجازيهم بما يستحقون، كما قال -عز وجل- : ﴿وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا﴾[الفرقان: 19] قال سبحانه: ﴿وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾[الشورى: 8] وقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : يقول الله -عز وجل- : «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر- يعني عاهد ثم غدر- ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه، ولم يعطه حقه» خرجه البخاري في الصحيح، كما قد يقع مما مضى من بعض الناس يسرق بنات الناس، أو أولاد الناس، ويبيعهم على أنهم عبيد وهو كاذب، ورجل استأجر أجيرا ولم يعطه حقه، وهكذا يكون خصما لمن ظلم امرأته بغير حق، أو ظلم عبده بغير حق، أو خادمه بغير حق، أو ولده بغير حق، أو جيرانه بغير حق، أو غيرهم من المسلمين، فالله خصمه يوم القيامة، ومن كان الله خصمه فهو مخصوم، والله أعظم من رسوله -عليه الصلاة والسلام- ، فالواجب على كل مسلم أن يحذر ظلم زوجته، أو ظلم أهل بيته من أولاد، ذكور أو إناث، من أخوات، من خادمات ومن غير ذلك، وهكذا ظلم الجيران بالكلام السيئ، أو بالأفعال القبيحة، أو برفع صوت المذياع حتى يؤذيهم به، أو ما أشبه ذلك مما يتأذى به الجيران، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره»، وفي اللفظ الآخر: «فليكرم جاره» وفي اللفظ الثالث، «فليحسن إلى جاره» وبهذا تعلم أيها السائل أن ظلم الزوجة، وظلم غير الزوجة كله أمر محرم والله خصم الظالمين يوم القيامة، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» وقال -عليه الصلاة والسلام- يقول الله -عز وجل- : «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» نسأل الله للمسلمين العافية والهداية.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(21/196 ـ 199)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟