الأحد 27 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم جلوس أهل الميت عدة أيام لاستقبال العزاء وقراءة الفاتحة

الجواب
هذه العادة بدعة، لا أصل لها في الشرع، لم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه يفعلون ذلك، فالواجب على المؤمن الحذر من البدع، فهي شر وبلاء؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» وقال -عليه الصلاة والسلام-: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» فهو مردود. وكان يقول في خطبة الجمعة -عليه الصلاة والسلام-: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- - يعني السيرة - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» خرجه مسلم في صحيحه. فالمصابون يعزون في ميتهم، ويدعى لهم أن الله يجبر كسرهم، ويحسن عزاءهم، ويغفر لميتهم إذا كان مسلما، أما كونهم يجلسون للعزاء، ويتجمعون على القراءة وعلى الأكل والشرب فهذا لا أصل له، لكن إذا جلس في بيته في الوقت المعتاد الذي يجلسه الناس في بيوتهم، وجاءه الناس يعزونه من دون إحداث شيء، بل الجلوس العادي، وإن صب لهم الشاي لا بأس، هذه جلسات عادية لا بأس بها، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه خبر جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- ، لما قتل في مؤتة قال الصحابي: جلس واجما يرى عليه أثر الحزن. -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أن الجلوس عند المصيبة وعند روعة المصيبة ليس فيه حرج، لكن كونه يتعمد أن يكون لهذا نظام خاص بإيجاد الطعام، أو مأتم الحزن، أو جمع قراء، أو قراءة خاصة يفعلونها بينهم، أو دعوات يجتمعون عليها، ويرفعون أيديهم، أو ما أشبه ذلك هذا لا أصل له، أما كونه جلس في بيته الجلوس المعتاد ضحوة أو ظهرا أو عصرا أو مغربا، ومر عليه جيرانه وأقاربه وعزوه، أو عزوه في الطريق أو المسجد أو في المقبرة، كله جائز والحمد لله، من دون أن يتخذ لهذا نظاما خاصا، كذلك لا أصل لقراءة الفاتحة ولا غيرها، أما إذا قرؤوا على العادة، اجتمعوا وقرؤوا من القرآن لا لأجل الميت، بل لأنهم مجتمعون، وقرأ واحد يسمعهم كلام الله لا بأس بهذا، أما أن يكون للمصيبة بقصد المصيبة فهذا لا أصل له.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب (14/ 347- 349)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟