الأحد 27 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

الحكم على حديث «من زار أهل بيتي بعد وفاتي كتبت له سبعون حجة», وحكم زيارة قبور آل البيت

الجواب
زيارة القبور سنة، فيها عظة وذكرى، وإذا كانت القبور من قبور المسلمين دعا لهم، وكان النبي يزور القبور -عليه الصلاة والسلام- ، ويدعو للموتى، وهكذا أصحابه -رضي الله عنهم- ، ويقول صلى الله عليه وسلم: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» وكان يعلم أصحابه -رضي الله عنهم- إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية» وفي حديث عائشة في الزيارة «يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين» وفي حديث ابن عباس «يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر» فالدعاء لهم بهذا وأشباهه كله طيب، وفي الزيارة ذكرى وعظة؛ ليستعد المؤمن لما نزل بهم، فإنه سوف ينزل به الموت، فليعد العدة ويجتهد في طاعة الله ورسوله، ويبتعد عما حرم الله ورسوله، ويلزم التوبة عما سلف منه من التقصير، هكذا يستفيد المؤمن من الزيارة. أما ما ذكرت من زيارة قبور علي -رضي الله عنه- والحسن والحسين أو غيرهم أنها تعدل سبعين حجة، فهذا باطل وموضوع ومكذوب على الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، بل ليس له أصل، وليست الزيارة لقبر النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي هو أفضل الجميع تعدل حجة، الزيارة لها حالها وفضلها، لكن لا تعدل حجة، فكيف بزيارة غيره -عليه الصلاة والسلام-! هذا من الكذب، وهكذا: من زار قبور أهل بيتي كتب الله له سبعين حجة؛ كل هذا لا أصل له، كله باطل، كله مما كذبه الكذابون، فيجب على المؤمن الحذر من هذه الأشياء المكذوبة الموضوعة على الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، وإنما تسن الزيارة للقبور؛ سواء لقبور أهل البيت أو لغيرهم من المسلمين، يزورهم ويدعو لهم، ويترحم عليهم وينصرف، أما إن كانت القبور لكفار، مقابر كفار فإن زيارتهم للعظة والذكرى من دون أن يدعو لهم ولا يسلم عليهم، كما زار النبي قبر أمه، ونهي أن يستغفر لها، زارها للعظة والذكرى ولم يستغفر لها، فهكذا القبور الأخرى، قبور الكفرة إذا زارها المؤمن للعظة والذكرى فقط، لا يسلم عليهم، ولا يستغفر لهم؛ لأنهم ليسوا أهلا لذلك.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(14/ 481- 483)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟